أسئلة هامة تثار في ذهن القارئ عن القراءات
س1 ما الفرق بين القراءة والرواية والوجه؟
يقول علماء القراءات إن كل ما ينسب لأحد القراء من العشرة هو قراءة
وكل ما ينسب لراٍو من الرواة الذين أخذوا عن هؤلاء القراء فهو رواية
ثم كل ما ينسب لآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق
أما ما يعود لتخيير القارئ من طريق أو رواية ما فهو وجه .
فتقول مثلا البسملة بين السورتين قراءة الكسائي ورواية قالون عن نافع وطريق صاحب التبصرة عن الأزرق عن ورش، وتقول في البسملة بين السورتين ثلاثة أوجه و لا نقول ثلاث قراءات و لا ثلاث رويات و لا ثلاث طرق .
والخلاف الواجب عين القراءات والروايات والطرق بمعنى أن القارئ ملزم بالإتيان بجميعها كأوجه البدل وذات الياء لورش فهي طرق وإن شاع التعبير عنها بالأوجه تساهلا ً والخلاف الجائز أي يجوز عدم الإتيان به أثناء الجمع هو خلاف الأوجه الذي على سبيل التخيير والإباحة كأوجه البسملة وأوجه الوقف بالروم والإشمام والقصر والتوسط والمد، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون نقصًا في روايته ولا يلزم استيعاﺑﻬا إلا للتعليم في بعض المواضع والأخذ بجميعها في كل موضع غير مستحسن إلا في وقف حمزة لصعوبته على المبتدئ.
س2 كيف تمييز بين القرآن والقراءات، والترتيل والتجويد ؟
تعريف القرآن
السور والآيات والكلمات باللفظ العربي مطابقة تمامًا لما أبلغه الرسول الصحابة، ومنه الحركة الإعرابية والحركة البنائية المؤثرة في المعنى.
ترتيل القرآن
هو أداء الآيات القرآنية بلغات وحروف العرب وأساليبها في الخطابة والكلام والشعر بما لا يؤثر في المعنى وذلك حسب ما قرأ به الرسول أو أذن به من لهجات ومن أساليب العرب مع الإتيان بآياته ومقاطعه أرتالا أرتالا وهذا ما تدل عليه آية ( ورتل القرآن ترتيلا.)
وبالتالي الترتيل هو أمر لازم لقراءة القرآن والأساليب نقصد ﺑﻬا: (الغنة، المد، التفخيم والترقيق..) ، أما اللغات والأحرف فنقصد ﺑﻬا البناء الحركي الذي لا يؤثر في المعنى (خطوات، خطوات) (ميْت، ميّت) ، ونقصد باللهجات مما ثبت في القراءات( التسهيل، الإبدال، النقل ،السكت..)
ولكل قراءة يكون لها ترتيلها الخاص حسب اختيار كل شيخ لقراءته. فالترتيل هو أمر عملي أما دراسة الأحرف والأساليب في ترتيل قارئ ما أو أكثر فهو الترتيل النظري.
أما القراءة القرآنية فتعني
الاختيارات المنسوبة لشيخ ما في الأمور المتعلقة بالترتيل مع اعتماد خيارات خاصة في الكلمات اختلاف الحروف المؤثر في المعنى التي ثبت فيها قراءتان إلى الرسول صلى الله عليه و سلم مما فيه اختلاف في المعنى مع قراءة وإقراء هذا الشيخ وإقرائه ﺑﻬذه الاختيارات وإن اختلاف المعنى يكون في المعنى التفصيلي دومًا وليس الإجمالي
و تكون القراءة مقبولة إذا حققت شروط الثبوت إلى الصحابة وهم أخذوا عن الرسول
أما علم القراءات القرآنية : فهو العلم الذي ينقل هذه القراءات المقبولة ويحدد شروط
القبول، وأحيانا ينقل بعض القراءات التي لم تقبل .
والذي يقوم بجمع القراءات (الجامع للقراءات )هو الشخص يقوم بأداء هذه النقول والقراءات والروايات الثابتة في علم القراءات عمليًا
س 3 من حفظ القرآن أو قرأه برواية عن قارئ، هل نقول إنه حافظ له أو قرأ ختمة كاملة له؟
إن القراءة الواحدة لا تحوي كامل القرآن ، إنما تحوي القرآن عدا الكلمات التي ثبت فيها عدة خيارات تؤثر في المعنى التفصيلي فهنا حوت خيار واحد منها، علمًا أن المعنى الإجمالي لا يتأثر.
فمن قرأ ختمة كاملة بقراءة قارئ ما أو حفظ القرآن بقراءة قارئ ما هو لم يقم بحفظ أو جمع القرآن كاملا ، إنما ينقصه جمع الكلمات المؤثرة في المعنى من باقي القراءات، مع أنه يمكن القول إنه حفظه تجاوزًا على اعتبار أن الفروق في الحروف ذات المعنى بين القراءات لا يعتبر اختلافًا في المعنى الإجمالي إنما في معاني تفصيلية وذات أثر بلاغي على الغالب.
لذلك يقال عن شخص حفظ القرآن أنه حفظه بقراءة فلان أو رواية فلان فكل رواية تمثل القرآن فمعانيها التفصيلية لا تتعارض ومعانيها الإجمالية واحدة، ويرد على هذا الرأي بأن الصحابة كانوا يعتبرون أن من قرأ القرآن ضمن اختيارات من هذه الكلمات هو كاف للقول بقراءته كاملا أو حفظه ويدل على هذا أن كلا منهم كان يقرأ بخياراته الخاصة ولا يعتبر نفسه أنقص شيئًا من القرآن بل نقله كاملا لمن قرأ عليه، فإن كل الخلافات ليس لها أثر في تغيير المعنى الإجمالي للآية، وهذا هو السبب كما يبدو فكل يقرأ حسب ما سمع؛ إن هذا لا يتعارض مع ما ذكرناه فمن قرأ ختمة ما من الصحابة قرأ القرآن كاملا وفق خياراته مما ثبت عن الرسول، لكنه لم يقرأ كل ما هو قرآن ولم يجمع كل ما هو قرآن، وكذلك من قرأه بقراء قارئ أو حفظ القرآن بقراءة فهو يأخذ أجر حفظ القرآن كاملا وتلاوته إن شاء الله تعالى .
وتبقى مسألة جمع كل ما ثبت من الخيارات الثابتة المؤثرة في المعنى تتعلق بالتوسع في المعاني التفصيلية والأثر البلاغي لها فهي مسألة توسعية، وأحيانًا هي تناول الجانب الفقهي، لكن من اكتفى منهم بقراءة في بناء مسألته الفقهية فهذا أمر خاص به طالما لم تصله القراءة الثانية، فمن ( قرأ وأرجَلكم) في آية الوضوء بالفتح واكتفى بنقلها وحفظها في ختمته فقد قرأ القرآن كاملا ً .
لكن حتى نبني المسألة الفقهية يجب جمع ما ثبت من قراءات، فيجب الانتباه لقراءة الكسر أيضًا والتوفيق بين القراءتين بالنسبة للأرجل تتعلق بفعل المسح أم الغسل، ويساعد في توجيه هذا الفهم السنة النبوية لكن يجب أن يكون لكل قراءة عملها وأثرها بما لا يتعارض مع الثانية أثناء الفهم
س 4 هل يجمع القراءات من ليس بحافظ للقرآن:
وهنا أمر يجب التنبيه إليه : ربما يطلب شخص أن يجمع القراءات من المصحف وهو
ليس بحافظ فهل هذا جائز مع توفر باقي الشروط؟
طبعًا من ناحية الجواز الشرعي لا إشكال فيه بل هو أمر جيد لكن نقصد هل يقوم الشيخ بإقرائه أقول : إن الأمر يعود للشيخ المقرئ لكن على الشيخ ألا يسمي ما يعطيه إياه (إجازة في القراءات) بل يسميه (شهادة أو غير ذلك) بما يميزه عن الإنسان الحافظ الجامع لأن ما ذكر يؤدي للتساهل في حفظ القرآن، وينص ضمن الشهادة بأنه قرأ القراءات من المصحف الشريف على أنني أحبذ ألا يقوم الشيخ بإقراء شخص القراءات إلا أن يكون حافظًا لأن حفظ القرآن هو أمر مؤ َ كد عليه تعبدًا عند الله تعالى وهو أمر هام للداعية عكس القراءات التي هي أمر تكميلي ويعتبر علمًا تخصصيًا في أحد العلوم الشرعية ويثاب عليه الإنسان كما ذكرنا.ولربما طلب شخص أن يقرأ على شيخ قراءة أو قراءتين أو عدة قراءات بمضمن كتاب ماأو منظومة ما برغم أنه لا يحفظ هذه المنظومة.
هنا لا ضير أبدًا في أن يقرأه الشيخ ثم الإجازة تكون برواية القارئ المقصود من الطريق الذي تم اعتماده وكما ذكرت في موضع آخر من كتاب شرح الجزرية تسمى إجازة إذا كانت عن ظهر قلب وإلا شهادة ضبط تلاوة من أجل تمييز الحافظ عن غيره.
وهنا يجب على الطالب أن يقرأ على الشيخ كتابًا يضمن به الإحاطة والفهم لهذه الروايةأو الروايات التي قرأ وفقها أو ربما يملي عليه الشيخ الأحكام ويكتبها الطالب